نسيمها يأتي طيبا من فتحة في الجبال تدعى فتحة حمص طرابلس , يمنح حمص جوا رطبا مائلا للبرودة حتى صيفا , و طيب مناخها لا يعادل طيبة أهلها و كرمهم و ملاحة طباعهم و جمالهم الظاهر و خاصة الصبايا منهم , و عذب حديثهم و ثقافتهم الظاهرة , و لهجتهم المحببة , حتى أن طيب معشرهم جعلهم مضرب مثل لما يتمتعون به من روح النكتة الطريفة و المرح الخفيف , و معروف عن أهل حمص نسجهم للطرائف و النكات التي تنتشر في عموم سوريا و بلاد الجوار , و شهرتهم في ذلك واسعة بعيدة , و ينتشر أن لأهل حمص عيدا أسبوعيا في يوم الأربعاء , و القصة الشعبية المتداولة تقول , أن تيمورلنك قائد المغول بعد أن أعمل سيفه في حلب و أهلك أكثر أهلها , وصل إلى حمص يطلبها , و علم أهل حمص بأن المغول يخافون المجانين , و لشدة ذكائهم فتحوا أبواب المدينة أمام الغزاة و لبسوا أزياء المجانين و طافوا في الشوارع يرقصون و يمرحون , فلما دخلها المغول اعتقدوا أن المدينة كلها مجنونة فرحلوا عنها سريعا دون أن يدمروها متجهين إلى دمشق , و كان ذلك اليوم أربعاء , فدعي عيدا للجنون لأهل حمص منذ ذلك اليوم .
يقال أن حمص مسحورة مرصودة , إذا تحدثت فيها عن شخص غائب , رأيته في نفس اليوم , و يقال أنها محمية بسحر عجيب من العقارب السامة التي لا تعيش في حمص , ولا تقرب أرضها ولا تؤذي أهلها و التفسير العلمي لذلك أن في تربة حمص نسبة من الزئبق الذي يقضي على بيض العقارب لذلك تبتعد هذه الكائنات عن حمص و قد ذكر الخوري عيسى أسعد ذلك في كتابه ( تاريخ حمص ) , و قد توارث أهل حمص هذه الأسطورة منذ قديم الأزمان و تناقلوها عبر السنين بطيبة و بفرح شارحين أن أهلها و إن كانوا في بعض الأحيان ميالين إلى العناد البريء و الصراحة الصادمة بعض الأحيان , فهم أبعد ما يكونون عم الغدر و اللدغ و المؤامرة ( صفات العقارب ) , إلى جانب ذلك يفخر أهل حمص – و في هذا بعض العنصرية الموروثة – يفخرون بأن يهوديا لم يعش في حمص على مر الأزمان , و يقول لك الحمصي بكل فخر : شوف أخي الشام فيّا يهود و حلب فيّا يهود بس دور حمص كلّا ما بتلاقي أصبع يهودي .
و الظاهرة الفريدة التي تتميز بها حمص عن باقي مدن سوريا و ربما عن باقي مدن العالم أجمع - و ليس في ذلك مبالغة – خلو المدينة من المتسولين , و يعود ذلك إلى النشاط الاجتماعي المكثف الذي تقوم به جمعية البر و الخدمات الاجتماعية , في مكافحة ظاهرة التسول , يدعم هذه الجمعية عموم أهل حمص و يقدمون لها التبرعات السخية , فإذا جاء متسول إلى حمص أعانته الجمعية و أمنت له عملا و مأوى يبعده عن ذلّ السؤال , إلى جانب ذلك تقوم الجمعية منذ تأسيسها عام 1955 بمساعدة الفقراء و المحتاجين و تأمين الوظائف و الرعاية الصحية الرائدة , لذلك يقال أن حمص ( أم الفقير ) و إن دل ذلك على شيء , إنما يدل على طيب أهلها و كرمهم و نبل أخلاقهم .
عداوة مفترضة تجمع أهل حمص و حماة , المدينتين الجارتين , و ذلك على سبيل الدعابة , و يتسابق أهل حمص و حماة في السخرية من بعضهم و تأليف النكات , و لعل الميزان يميل بشكل واضح لصالح أهل حمص في الظرف و خفة الدم (( و ليس في ذلك تحيز))
حجار حمص سوداء بركانية , بنيت معظم بيوت حمص القديمة منها , إلى جانب قلعتها التي تتوسط تله مرتفعة في قلب المدينة القديمة , و لم يبقى من هذه القلعة أثر كبير , إلا في نفوس أهل حمص , و في حمص جامع خالد بن الوليد و فيه قبره ( سيدي خالد ) و قبر الشاعر أبو فراس الحمداني الذي أقيم عليه نصب جميل يزين حمص .
يروي حمص نهر العاصي , و تنتشر البساتين على ضفافه , و تمنح حمص رئة صغيرة تنقي كثرة التلوث فيها , و يقال أن حمص ثاني مدينة ملوثة في العالم لانتشار المعامل الضخمة فيها , كمعمل السماد الازوتي , و مصفاة حمص الشهيرة .
و لحمص سبع عجائب لا أذكرها كلها , منها سور المصفاي العظيم و الساعة الجديدة ( ساعة كرجية )
و في حمص أيضا كنيسة أم الزنار التي تحفظ ( كما يقال ) الحزام الأصلي للسيدة العذراء.
و من شعراء حمص ديك الجن الحمصي الشهير الذي أحب معشوقته ورد و شك في خيانتها له فقتلها و انشد ينتحب فعله الشنيع ,و و يقال انه أقسم على أن لا يترك كأسه يملأه إذا فرغ و يفرغه إذا امتلاء حتى يموت .
يعني والله منحكي منحكي وما منسمع شي منكم إي ردّوا وخدوا ليرة عاد