الإنسان الإفتراضي صار قريباً

الإنسان الإفتراضي صار قريباً

ظلت مشكلة فنون التحريك بالكمبيوتر (الجرافيكس) لسنوات هي خلق شخصية إنسان مقنعة
للمتفرج.

وتكمن المشكلة لا في خلق الشكل، بل في الحركة والتصرفات والأحاسيس الدقيقة التي
يقوم بها كل منا في حياته اليومية وتجعل منا أناساً طبيعيين.

وأعطيك عزيزي المتصفح لموقعنا مثالاً صغيراً يبين مدى صعوبة ما نحن بصدده. تخيل
شخصاً يلبس قناعاً مصنوعاً بطريقة عبقرية بحيث ينقل حركات الجلد والعضلات التي تحته
في الوجه. وتخيل أيضاً أن صانع القناع أعطاه القدرة على إفراز نقاط من الندى ليعطي
إيهاماً بالعرق.

لو دخل هذا الشخص اليك في حجرة الإستقبال وتكلمتما سوياً لثوانٍ لبدأت في الشك
في هذا الشخص لأن به شيئاً "غير طبيعي". ثم لأدركت إنه قناع.

الآن تخيل معي إنك فنان تحريك سينمائي أو فيديو. مطلوب منك أن تصنع شخصية
إنسانية بالكمبيوتر وأن تحركها بصورة مقنعة للمتفرج. ويجب أن يحبها المتفرج، أو
يكرهها، أو يخاف منها.. حسب السيناريو المكتوب لك.

في الماضي، وقبل عصر الكمبيوتر، كان فنان التحريك يرسم 24 كادراً (أو صورة)
لإعطاء ثانية واحدة من الحركة على الشاشة.

وفي عصر الكمبيوتر صار الفنان يرسم بداية الحركة ونهايتها، ولو كانت هناك أي
نقاط توقف فرعية غير متوقعة، ويدع الكمبيوتر يكملها.

وكانت المشكلة هي قدرة الكمبيوتر على استيعاب هذا الكم المهول من المعلومات،
فأقوي الحاسبات وأقوى برامج التحريك لا تتمكن من عمل ذلك بسهولة.

فكان الفنان يضطر للتخلي عن التفاصيل الدقيقة والكثيرة جداً التي تزيد الإيهام
بواقعية الإنسان المرسوم والتي تشغل الكمبيوتر، لكي يتفرغ الكمبيوتر لعمل الربط
الحركي العام أو الفوقي.

والأن، استطاعت إحدى شركات تطوير البرمجيات عمل برنامج يساهم في التغلب على تلك
المشكلة. فيستطيع البرنامج الجديد حساب بلايين المسائل في وقت قياسي يمكنه من
الحفاظ على التفاصيل والتي تصنع التعبيرات الإنسانية الدقيقة، وتكملة الحركة
الفوقية في ذات الوقت.

ويتطلب هذا البرنامج الجديد، "كارتاً" جديداً للجرافيكس وهما معاً يكونان
الـ"زمرة" Package المطلوبة والمسماة تجارياً بإسم جي ؟ فورس (النسخة الجديدة
منها).

ورقيقة جي فورس مصنوعة من النحاس بدلاً من الألومنيوم لسرعة نقل المعلومات.
وتكمن مشكلة النحاس في إنه يسخن جداً وبسهولة وسرعة، ولذا فقد زودت الشركة المنتجة
الكارت بنظام تبريد خاص وإضافي غير نظام تبريد الكمبيوتر المزروع به الكارت.

ولعرض إمكانيات الكارت الجديد، قام فنانو الشركة المنتجة بإبتكار شخصية "دون"
Dawn ومعناها "فجر" بالعربية، وهي الفتاة ؟ الفراشة.

ويتوقع بعض الـ"خبثاء" أن تبدأ محطات التلفزيون في الإستعاضة عن المذيعين
والمذيعات الحقيقيين، بشخصيات محركة بالكمبيوتر.